الأحد، 9 يوليو 2023

همُّ الجَوَى : عمر بلقاضي / الجزائر ***


 همُّ الجَوَى

عمر بلقاضي / الجزائر

***

هَمُّ الجَوَى كالوابِلِ الهَطَّالِ

يا سائلاً عن واقعِ الأَحْوالِ

سَكَنَ الأسَى في أمَّةٍ مَطعُونةٍ

فإذا بِهَا مَبثوثةُ الأوْصَالِ

في كلِّ قُطْرٍ في البَسِيطةِ مَأتَمٌ

لِتسلُّطِ النَّكَباتِ والأغْلالِ

ماذا جرَى للمسلمينَ فقد غَدَوْا

رَمْزًا لِعارِ الدَّوْسِ والإذْلالِ؟

عَمَّ الرَّدى كلَّ الشُّعوبِ وأَفلَستْ

فِيهمْ رُؤَى الأشْياخِ والأشْبالِ

لَمْ تُجْدِ فيهمْ شِرْعَةٌ وضَّاءةٌ

بَنَتِ العُلا في سَالِفِ الأجْيالِ

فَلقدْ تَخَلَّوْا عن سَبيلِ نَبيِّهمْ

بالرَّدِّ والتَّدهينِ والإجْفالِ

وتَهَالكُوا خَلفَ الأمَاني والهَوَى

فتكَدَّسُوا في هُوَّةِ الإهْمالِ

تَرَكُوا العقيدةَ والفضيلةَ والهُدَى

يا وَيحَهمْ حَسِبُوا الهَنَا بالمالِ

لَمْ يَأْلَفُوا الأنوارَ من وَحْيِ السَّمَا

مَالوا إلى الأشياءِ كالأطفالِ

مَنْ ذا يُبَصِّر ُغافلاً مُتجاهِلاً

أَنَّ الحياةَ تُحَدُّ بالآجالِ

والموتَ حَقٌّ للنُّفوسِ وللمُنَى

فاسألْ رُبوعَ الدَّفْنِ في الأطْلالِ

كمْ مَرَّ في هذا الوَرَى من عابِثٍ

أو حالمٍ يَصْبُو إلى الآمالِ

ها قدْ غدا في قبرِهِ مُتحَسِّراً

فوزُ الفتى في الدَّهرِ بالأعمالِ

يا مسلمٌ لك في الوجودِ رسالةٌ

هي غاية ُالإسعادِ والإجلالِ

الصِّدقُ في الإيمانِ عُنوانُ الهَنَا

فارجعْ إلى الرَّحمن ذي الأفضال

عمر بلقاضي / الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق