كتبت//مرفت عبدالقادر احمد
تُعتبر قصص الأنبياء والرسل جزءًا أساسيًا من التراث الإنساني والديني، حيث تحمل كل قصة عبر ودروس لا تُحصى. تعددت أماكن دعوتهم وانتشرت رسالاتهم في مختلف بقاع الأرض، لكن تظل تفاصيل حياتهم، وأماكن قبورهم بعد رحيلهم، مليئة بالغموض والتضارب.
آدم، أبو البشرية عاش ألف عام، وتضاربت الروايات حول مكان دفنه، بين الهند ومكة وبيت المقدس. أما إدريس (أخنوج)، الذي عاش على الأرض 865 سنة، فلم يُذكر مكان دفنه بدقة.
نوح، شيخ المرسلين، قضى 950 سنة في دعوته، وقيل أنه دفن في مسجد الكوفة أو الجبل الأحمر أو المسجد الحرام. هود، الذي عاش 464 سنة، دفن شرقي حضرموت في اليمن، بينما قبر صالح يعتقد أنه في حضرموت أيضًا.
إبراهيم الخليل، أبو الأنبياء، عاش 200 سنة، ودفن في الخليل بفلسطين، وكذلك إسماعيل الذي دفن بجوار والدته هاجر في مكة. أما يعقوب (إسرائيل)، فبعد وفاته في مصر، نقل ابنه يوسف جثمانه إلى الخليل.
النبي موسى (كليم الله)، عاش 120 سنة وتوفي في سيناء، حيث دفن هناك، كما دفن أخوه هارون بجواره. داود، الذي دام ملكه 40 سنة، عاش 100 سنة، بينما سليمان ورث ملك أبيه وعاش 52 سنة.
ورغم الشهرة الواسعة لبعض الأنبياء، تظل أماكن قبورهم غير مؤكدة. بعض الروايات تشير إلى وجود قبر يحيى في الجامع الأموي بدمشق، بينما يُذكر أن المسيح (عيسى بن مريم) رفعه الله بعد 33 سنة من حياته على الأرض.
تبقى الحقيقة الأكيدة الوحيدة هي مكان قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في المدينة المنورة. حكم الله سبحانه وتعالى قد يكون وراء عدم معرفة مواقع قبور معظم الأنبياء، ليظلوا في قلوب المؤمنين كرموز مقدسة دون أن يُجعل لمكان دفنهم قدسية مادية قد تُؤدي إلى الغلو.
على الرغم من غموض أماكن دفنهم، تبقى قصص الأنبياء بمثابة نور يضيء درب البشرية، ملهمةً وموجهةً نحو طريق الحق والعدل.