رحيل الالوان بقلم الدكتور عزمي رمضان
رحيل الالوان
بقلمي د. عزمي رمضان
الاثنين 18/8/2025
على رصيف الوجع . وبين متاهات الامل تاهت منا حروفنا سُرٍقت من احلامنا
وما بين وجع وأنين أعدنا رسم الاشياء في ذاكرة الزمن . محونا منها اسماء كانت مزورة في سجلات الشهداء والقهر ومنابت الزيتون . محونا من المراثي عزاء الشهداء حين تقمصت في اللغة أجناس واذناب وانجاس باعوا الوطن في قصائد الغرباء
كنا في ذاكرة الزمن بندقية وكوفية ترسم التراب ذهبا بلا عناء . كنا نبعثر الالوان رتوشا في ساحات اللقاء حيث أخبرونا دوما عن معلقات كانت يوما في الشعر دهاء ، وكان المداد دماً حيث ترقد حكايا الشهداء ما بين شاهد قبر تاه في رحلة نزف ودماء .
هكذا أخبرونا دوما عن رحيل الاشياء
عن رحيل الالوان والاحلام ودموع آلت جوفاء.
اعيدوا تشكيل الخارطة من جديد اعيدوا لها ما سُرِق من الالوان ، ولا تنسوا تشكيل تضاريس كنا نعتقد يوما انها هوية وانتماء
اعيدوا زرقة البحر ان استطعتم فما زال هناك رجاء، اعيدوا السواحل والجبال وما اغتُصِب من الصحراء ، اعيدوا ما سرق من الحدود في اتفاقات في جوف الليل لا معنى لها وهي هباء، اعيدوا تشكيل اللغة العربية فقد عجزت عن وصفكم كل اللغات والابجديات.
يا سادتي هل ضللنا الطريق في زحمة الوداع ؟؟؟؟
ام أن القبر قد ألفناه وننتظر الفناء.
حتى تراكيب الجمل وقعت في العادي والتكرار فأصبح الخطأ محسوبا ومحذوفا في قاعدة الكبار ، نلملم ما شئنا من هنا وهناك ، فتات حروف قد اُختزلت معانيها في نوافذ الاشياء فتمترست خلف الالوان حكايا الجداريات ، وفي شوارع المساء نكون قد وصلنا الى نهاية الطريق حيث الذكريات لا تعود ، حيث الاكفان تلملم أشلاء ، ودمار قد ألف المكان .
نحلم ونرسم ونغني ونصفق وربما نرقص فوق جثث الموتى ، لا ندري كيف يمكن أن يكون هناك مع الموت لقاء .
أخبِرونا دوما كيف تكون رائحة الموت دون سجال ، أخبِرونا فنحن نعجز عن السؤال ، كنا في السيرة قد ألِفنا المغازي وورد الشهداء
لم نخنع يوما وننتظر قافلة من الشام قادمة على رأسها ابو سفيان هربت وعدنا نيام ، ننتظر قافلة أخرى لعلنا نكسب فيها الرهان ، هكذا دَيْدَننا ،وطال الانتظار ، ولا عادت بدر ولا الخندق رغم تكالب الأحزاب.
أعيدوا سادتي ترتيب الحروف ولا تنتقصوا الاشياء ولا الالوان ولا تعبثوا في خبايا السفر فكل الحقائب قد وُئدت والرحيل قد أُجهض في قصف خيمة أزهقت أرواح البشر وتطايرت خوذة تحمل رأسا في انفجار لا يبقي ولا يذر ، وخبر قد قتل في مهده قبل أن يذاع على البشر ، وغير بعيد تبعثرت كاميرا الحقيقة تروي جريمة لا تُغتَفر .
هكذا رحل أنس والعشرات أصبحوا هم الخبر .
أكملوا سباتكم وستبقى الحقيقة دوما في خطر وسترحل الاشياء دون تأشيرة سفر ،
سيرحل الشهداء دون وداع في ليل غاب فيه القمر .أكملوا سباتكم فلا ماء ولا دواء ولا دمع ينهمر . ستبقى الجنان مشرعة أبوابها فما زال وفد الشهداء على الطريق ينتظر .
تعليقات
إرسال تعليق