السبت، 3 أغسطس 2019

أقنعة وكابوس....&& بقلم الشاعر المبدع && توفيق الفاطمي

أقنعة وكابوسٌ ...

في ذلك اللّيل الذي اِرتدى حرارة الصّيفْ
بعد أن أفلت الشّمس وبدأ اللّيل يداعب الرّياح ويكون لطيفْ
زارني في المنام ألف كابوس وطيفْ
رأيت حبيبتي مقنعة ترتدي ألف سيفْ
سيفُ هجرٍ وسيفُ بعدٍ وسيفُ قدرٍ مخيفْ
تودّ أن تقتلني وترمي جثّتي على قارعة الغياب ..
في مدن المسافات قرب ذلك الرّصيفْ
قلت لها مقنّعتي ...
يا سيّدتي ..
أنا رجلٌ منذ زمن ، هجرتُ زمن الأقنعة والتّزيفْ
اِرتديتُ جراح المسافات ، رغم قسوة ذلك النّزيفْ
يا سيّدتي ..
معرّفٌ أنا ، لن أفقد في عشقكِ الْ التّعريفْ
أناديك الحبيبةُ الجميلة ، أعشق رائحتكِ التي تشبه رائحة ذلك الكوخ الذي يحتضن الرّيفْ
حبيبتي ..
ثقيلٌ انا في ميزان عشقكِ ، كفّة ذلك الميزان لا تعرف مع لوعة العشق الوزن الخفيفْ
مبصرةٌ أنت في كلّ العشق ، لكنّ القدر كان كفيفْ
لا يرى ذلك الحبّ الذي ولد ، وعاش وسيبقى عفيفْ
حبيبتي ..
طفلتي ..
أنا الجائع دوما إليكِ إلى نبرات صوتكِ ، التي ترتدي طعم الرّغيفْ
مدمنٌ أنا بكِ منذ القدم ، منذ العهد السّليفْ
حبيبتي ..
أنا وأنتِ لن نكون قصّة عشق مجهولة في كتب التأليفْ
ستبقى تلك الأوراق مسلّة وقوانين لكلّ عشق يشبه تفاصيل عشقنا كأنّه لنا رديفْ
بعدها صحوتُ من ذلك الكابوس المخيفْ
وحملتُ هاتفي واِتّصلتُ أطمئنُّ ، على تلك الطّفلة التي ترتدي كلّ فصول السّنة ، الشّتاء والصّيف ، الرّبيع والخريفْ ...
وجدتها تنتظرني ، قالت دون تكليفْ
أحبّكَ ألف عامٍ وبعد الألف ألفا ونيفْ
ساعتها أدركتُ أنّني لن أُرمَى على قارعة ذلك الرّصيفْ .

✒ توفيق الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق