الثلاثاء، 7 يوليو 2020

يوم الرجاء بقلم الشاعر حمدان حموده الوصيف

يوم الرّجاء
يوم الرّجاء أما تزال رجائي؟
تاه الفؤاد وأظلمت أنحائي
تاه الفؤاد وأعقبته ظلمةٌ
تُوري التّصبّرَ في المَتاه النّائي
نضب السُّلُوُّ على نداء توجّعي
وأُرِيق كأسُ الخمر والسّرّاء
كم أشتكِي والدّهر في جنباته
أنصال حزن تستبيح دمائي
جار الزمان فمن يقرّب للنّهى
ذكرى العزاء فقد نسيت عزائي
وأناخ ليل الهمّ عندي حِمْلَهُ
يُرْدِي التّصبّرَ آه... يا أحشائي
فرأيت بالعين الذّليلة سهمه
يَرْمي ، على درب الشّجون هنائي
ورأيت عنقاءَ الـمَحَبّة تختفي
بأحبّتي في الصّفحة الدّكناءِ
ما لي أرى كلّ الشّفاه تبسّمت
وتجهّمت شفتاي للإطراء
ما لي أرى كلّ النّفوس تفتّحت
للحبّ فهي تشعّ في الظّلماء
وأُرِيق في نفسي مداد قاتِم
قتل الغرامَ و فَاءَ بالأنواءِ
ما لي أرى خلاّ يعلّل خلّه
وأرى خليلي ماكرا ومرائي
ما لي أرى هذي العيون قريرة
تبدي السّرور بنوره الوضّاء
وأرى بعينيَّ الدّموعَ غزيرةً
تُوري الحبور وتستبيح صفائي
ما لي أرى الخلان يجمع بينهم
. حبل المودّة بل هوى الإيخاءِ
وأرى هنا قلبي يرتّل سورة
مفهومها رغم العزاء ضنائي
وأرى الغرام على النّصال مضرّجًا
وأرى على درب الضّياع ندائي
وأرى على يوم الرّجاء لُحودَه
آه رجائي ، بئس يوم رجاء...
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق