الجمعة، 10 يوليو 2020

رثاء حواء بقلم الشاعر أبو عندل محمد حسيسني

رثاء حواء  
 
يا من رحل وبالقلب ترك 
أكبر ثغرة وأضخم ثقب 
يا نصيبي من الحياة 
ويا من عوضتني حب 
الأم والأخ والأب 
ياحبي الأول والأخير 
يا رفيق العمر والدرب 
وحيدة تركتني ولحظي أندب  
أرثيك بالمرارة وأنتحب 
هجرت الديار و المكان 
والحي والزقاق إلا القلب 
لا بديل لك في الحياة 
ولا هناك آخر دونك أنسب 
فبئر الحياة ماؤه بعدك نضب 
والوحدة من بعدك نااار 
تحت الرماد جمر وحطب 
أعيش القهر من بعدك 
فقلي ما العمل وما الخطب 
نهر الحنان الذي كان يَروينا 
الجفاف به استوطن وضرب 
اتذكر يارفيقي وخليلي 
لما تعاهدنا بالعيش فقط 
كان يجمعنا خبز حاااف 
ومااء نافورة الحي العذب
عش بسيط والعيش فيه 
أسعد وأمرح وأطرب
حافلةٌ كانت أيام أعيادنا 
كنت لي فيها الحليب 
وانا لشفاهك الرطب 
ألم تواعدني ألا نفترق 
وإن يوما انقضى العمر 
ندفن جنبا إلى جنب 
فلما تركتني من بعدك 
أتجرع لوعة الفراق 
وفي هجرك ياحبيبي من
علقم الحياة أنهل وأشرب 
لم أعد أقوى على السير 
وحيدة والضهر انحنى واحدودب 
كنت عكازتي ونظري 
البعيد منه والأقرب 
فاليوم شاخ العمر والمنية 
قاب قوسين تنذر بالنهاية 
والخاتمة للقاء الرب 
هنالك في عولم البرازخ 
سنلتقي مُجدّداً 
لنفي بوعد قطعناه 
على نفسينا وعن كثب
تكتب عقده أنغام الكمان والناي
وتملأ المكان زغاريد الرباب  
وأصوات ملائكية تشدوا
ألحان الوصال الأبدي 
على قرطاس الخلود اللاهوتي 
حينها نؤدي قسم ألا فراق 
فنسعد بالحياة الجديدة 
        ونفرح و نطرب 

                             بقلمي الشاعر : أبو عندل محمد حسيسني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق