لملم جروحك يا عنترة /// بقلم : محمد سعيدان تونس


لملم جروحك و اندفع يا عنتره
فعبلة اليوم أسيرة الفتن مجبره
ترجو منك صحوة فاحمل لها
أوراق الربيع و وردة معطره
لا تخذل سيفك و ابحث بين الدروب
لن تثنيك قنابل و لا مدافع مستنفره
ثبت أقدامك بالأرض و لا تنسحب
وامنع عنها أشباه رجال مسخره
لتصدح بأبيات شعرك عاليا
فالشعر و إن طال الزمان زمجره
قوم عبلة بالعراق ظلوا السبيل
و موتهم سر في كتب مقبره
سقط مهيبها أسدا مقيدا
تزلفت العلوج كقطيع لتأسره
زر عبلة بالقدس و أطلقها
بأعلى صوتك صيحة مزمجره
ستعلو للسماء بنادق أحرارها
تحمل مفاخر ثورة و شعبا مفخره
فالحناجر هناك لازلت ثائرة
و حق العودة ابدا لن تخسره
استنفر الأحفاد و الأجراس دقت
فاضرب بسيفك و لا تسمح بالمجزره
والسيف مع البنادق سيل دافق
فقبل سيوف العز في أرض الملحمه
ستتبعك الخيل و تجهر صهيلها
و الصخر بالحوافر ستكسره
يا فارس البيداء حطم أغلالك
و أقم الجسر لعبلة لتعبره
ألا يكفي على عبيلة جرم قدرها
حظها كدقيق على الشوك نثره
و لا طالما غدر به الزمان عبثا
و مرت عليه ريح زادته بعثره
و يا ويح قومها حفات بيومهم
فكيف الصمود فما بقي ستخسره
و إن عجز لسانك عن الكلام و قلمك
فبرفاة شهيد أنقشها بأعلى المقبره
لم تنس الأوطان يوما رجالها
و هنا يرقد من أحب الوطن وحرره
كرمه الله و ريحه ما أطيبه
ريحه طيبا و مسكا و اسألوا
من حمله على الأناق و من أقبره
قسما إن دماء الشهداء لنا
منارة و للأوطان هم المفخره


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

للعشق عودي بقلم الاديب القدير د. عاطف سالم نصر

الوادي بقلم المبدع محمد حاج موسى

صبر الرياح بقلم الشاعرة المتألقة سهاد العقاد