الخميس، 25 مارس 2021

كأنّ اللّيْلَ عَسْعَسَ في الجزائِرْ /// بقلم الشاعر : محمد الدبلي الفاطمي


تعالى ربُّنا عـــــــــمّا يُقالُ***وصوْتُ الحقّ يَعْقِلُـــــــــــــــهُ الرِّجالُ
نُطالِبُ بالسّلامِ وبالتّآخي***وَنَكْرَهُ ما سَيَجْــــــــــــــــــــــــلُبُهُ الوَبالُ
يُهدّدُنا الخصومُ بلا حَياءٍ***ونحْنُ معَ الأُخُــــــــــــــــــــوَّةِ لا نزالُ
أعَدْنا للكركراتِ بِلا عَناءٍ***أماناً سنَّ بَسْــــــــــــــــــــــطَتَهُ النّزالُ
فقُلْ للْمُعْتَدينَ كفى غُروراً***فإنّ الأرْضَ تَحْرُسُها الجـــــــــــــــبالُ

أرى شعْبَ الجزائِرِ مُسْتَكينا***ومن حكموه فاقوا المُـــــــــــجْرمينا
رموا شعب الجزائرِ في جحيمٍ***وقدْ نَهبوا الـــــــــموارِدَ أجْمــعينا
ألمْ ترَ مالَ نَفْطِ الشّعْبَ أمْسى***متاعاً للطُّــــــــــغاةِ الحاكِمــــــــينا
وثارَ الشّعْبُ مُنْتَفِضاً ينادي***بِتَنْحيَةِ اللُّصـــــوصِ المارِقيــــــــــنا
جماهــــيرٌ تُطالِبُ كُلّ يوْمٍ***بِوَقْفِ تَلاعُبِ المُتَســـــــــلّــــــــــطينا

تَعثّرَتِ الجزائِرُ في الطّريقِ***وقدْ أضْحتْ تُشبَّهُ بالغَــــــــــــــريقِ
تَحمّل شَعْبُها ضرراً كبيراً***تَجَسّد في الزّفيرِ وفي الشّـــهيـــــــــقِ
وَصودِرَتِ الحُقوقُ بِغَيْرِ حقٍّ***فَشُلَّ السّاقُ في وَسَطِ الطّـــــــــريق
تَعَطّلَ في الجزائِرِ كُلُّ شيئٍ***وأضْحى الشّعْبُ أشْبهَ بالرّقيــــــــــق
ألمْ تَسْمَعْ حناجِرهمْ تُنادي***وتطْلُبُ بالرّحيل أيا رفيـــــــــــــــــــقي

أرى الحُكّامَ في وَطَنِ الجَزائرْ***أشاعوا الرُّعْبَ واغْتَصبوا الضّمائرْ
أحلُّوا نهْبَ نفْطِ الشّعْبِ غَصْباً***وَوُزِّعَ بالسّخاءِ على النّواطِـــــــــرْ
وصارَ اللّيْلُ مُشْتَمِلاً عليهمْ***كأنّ اللّيلَ عسْعَسَ في الجــــــــــزائِرْ
عَساكِرُ من بني هُبَلَ بنَ جَهْلٍ***بِغَلْقِ حُدودِهم جلبوا الخَــــــــسائِرْ
ألا لا يعْتدي أحــــــــدٌ علينا***فَتَعمى من تَطَرُّفِها الــــــــــــبَصائِرْ
بِذا قسمُ المَسيرةِ في بِلادي***بِهِ الشّاذي يُــــــــــــغَرِّدُ في البوادي
مآثِرُنا على الصّحْراءِ دَلّتْ***فأيْقَظَتِ العُــــــــــــــــقولَ منَ الرُّقادِ
أرادَ خُصومُنا حَسَداً وَزوراً***مُغالطَةِ الكثـــــــــــــــيرِ من العِبادِ
ونحْنُ كما ترى نَرجو سلاماً***على أُسُسٍ تَـــــــــــقودُ إلى الرّشادِ
وإنّ عداوَةَ الجيرانِ عارٌ***وشرٌّ يَسْتَـــــــــــــــــــعينُ بِهِ الأعادي
سَتُرْشدُكُمْ مُراجَعَةُ الحِسابِ***إلى رفْعِ الحِصارِ عَنِ الصَّـــوابِ
قرابَتُنا أواصِرُها امْتِدادٌ***لتاريخٍ تَفَــــــــــــــــــصّلَ في الكِتابِ
ومَغْرِبُنا الكبيرُ لنا جَميعاً***يُوَحِّدُنا فَنَنْهَــــــــــــــــضُ بالرّقابِ
وأمّا الحَرْبُ فالويْلاتُ مِنْها***تَقودُ إلى المعاركِ والخــــــرابِ
نُريدُ أُخُوّةً لا لُبْسَ فيـــــها***بها الأرْحامُ تَكْبُرُ في النّـــصابِ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق