كأنّ اللّيْلَ عَسْعَسَ في الجزائِرْ /// بقلم الشاعر : محمد الدبلي الفاطمي


تعالى ربُّنا عـــــــــمّا يُقالُ***وصوْتُ الحقّ يَعْقِلُـــــــــــــــهُ الرِّجالُ
نُطالِبُ بالسّلامِ وبالتّآخي***وَنَكْرَهُ ما سَيَجْــــــــــــــــــــــــلُبُهُ الوَبالُ
يُهدّدُنا الخصومُ بلا حَياءٍ***ونحْنُ معَ الأُخُــــــــــــــــــــوَّةِ لا نزالُ
أعَدْنا للكركراتِ بِلا عَناءٍ***أماناً سنَّ بَسْــــــــــــــــــــــطَتَهُ النّزالُ
فقُلْ للْمُعْتَدينَ كفى غُروراً***فإنّ الأرْضَ تَحْرُسُها الجـــــــــــــــبالُ

أرى شعْبَ الجزائِرِ مُسْتَكينا***ومن حكموه فاقوا المُـــــــــــجْرمينا
رموا شعب الجزائرِ في جحيمٍ***وقدْ نَهبوا الـــــــــموارِدَ أجْمــعينا
ألمْ ترَ مالَ نَفْطِ الشّعْبَ أمْسى***متاعاً للطُّــــــــــغاةِ الحاكِمــــــــينا
وثارَ الشّعْبُ مُنْتَفِضاً ينادي***بِتَنْحيَةِ اللُّصـــــوصِ المارِقيــــــــــنا
جماهــــيرٌ تُطالِبُ كُلّ يوْمٍ***بِوَقْفِ تَلاعُبِ المُتَســـــــــلّــــــــــطينا

تَعثّرَتِ الجزائِرُ في الطّريقِ***وقدْ أضْحتْ تُشبَّهُ بالغَــــــــــــــريقِ
تَحمّل شَعْبُها ضرراً كبيراً***تَجَسّد في الزّفيرِ وفي الشّـــهيـــــــــقِ
وَصودِرَتِ الحُقوقُ بِغَيْرِ حقٍّ***فَشُلَّ السّاقُ في وَسَطِ الطّـــــــــريق
تَعَطّلَ في الجزائِرِ كُلُّ شيئٍ***وأضْحى الشّعْبُ أشْبهَ بالرّقيــــــــــق
ألمْ تَسْمَعْ حناجِرهمْ تُنادي***وتطْلُبُ بالرّحيل أيا رفيـــــــــــــــــــقي

أرى الحُكّامَ في وَطَنِ الجَزائرْ***أشاعوا الرُّعْبَ واغْتَصبوا الضّمائرْ
أحلُّوا نهْبَ نفْطِ الشّعْبِ غَصْباً***وَوُزِّعَ بالسّخاءِ على النّواطِـــــــــرْ
وصارَ اللّيْلُ مُشْتَمِلاً عليهمْ***كأنّ اللّيلَ عسْعَسَ في الجــــــــــزائِرْ
عَساكِرُ من بني هُبَلَ بنَ جَهْلٍ***بِغَلْقِ حُدودِهم جلبوا الخَــــــــسائِرْ
ألا لا يعْتدي أحــــــــدٌ علينا***فَتَعمى من تَطَرُّفِها الــــــــــــبَصائِرْ
بِذا قسمُ المَسيرةِ في بِلادي***بِهِ الشّاذي يُــــــــــــغَرِّدُ في البوادي
مآثِرُنا على الصّحْراءِ دَلّتْ***فأيْقَظَتِ العُــــــــــــــــقولَ منَ الرُّقادِ
أرادَ خُصومُنا حَسَداً وَزوراً***مُغالطَةِ الكثـــــــــــــــيرِ من العِبادِ
ونحْنُ كما ترى نَرجو سلاماً***على أُسُسٍ تَـــــــــــقودُ إلى الرّشادِ
وإنّ عداوَةَ الجيرانِ عارٌ***وشرٌّ يَسْتَـــــــــــــــــــعينُ بِهِ الأعادي
سَتُرْشدُكُمْ مُراجَعَةُ الحِسابِ***إلى رفْعِ الحِصارِ عَنِ الصَّـــوابِ
قرابَتُنا أواصِرُها امْتِدادٌ***لتاريخٍ تَفَــــــــــــــــــصّلَ في الكِتابِ
ومَغْرِبُنا الكبيرُ لنا جَميعاً***يُوَحِّدُنا فَنَنْهَــــــــــــــــضُ بالرّقابِ
وأمّا الحَرْبُ فالويْلاتُ مِنْها***تَقودُ إلى المعاركِ والخــــــرابِ
نُريدُ أُخُوّةً لا لُبْسَ فيـــــها***بها الأرْحامُ تَكْبُرُ في النّـــصابِ




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

للعشق عودي بقلم الاديب القدير د. عاطف سالم نصر

الوادي بقلم المبدع محمد حاج موسى

صبر الرياح بقلم الشاعرة المتألقة سهاد العقاد